دراهم الملح

Page 2 contenu

صخرة الملح بالجماعة القروية اسجن : الملح المسبل منذ قرون
اذا كانت قرية زرادون التابعة اداريا الى الجماعة القروية ابريكشة، اشتهرت وذاع صيتها على الصعيد المحلي ، الوطني والدولي بانتاجها لاجود انواع الملح. شهرة ، دفعت منتجي الافلام الوثائقية بقناة الجزيرة الوثائقية لانتاج فيلم وثائقي تحت عنوان ** دراهم الملح** لاقى متابعة كبيرة من عاشقي الافلام المذكورة. فيلم تطرق الى طريقة استخراجه ومراحل انتاجه ومخرجات تسويقه والمشاكل المعترضة لازدهار واشعاع ذلك القطاع. كذلك فان الجماعة القروية اسجن يتواجد بها ما يسمى** الملاح**. انها صخرة كبيرة في واد يفور من تحتها نبع ماء مالح لونه يشبه لون الصدا، لا ينضب حتى في السنوات الشديدة الحفاف، ينساب في مجراه الطبيعي الملاصق لها في اتجاه مصبه بواد لكوس. الى نهاية القرن الماضي،وبدرجة اقل خلال العقدين الماضيين ، ظل واد الملح الواقع بين قرية البعاجين التحتية والقلعة التابعتين للجماعة القروية اسجن في كل الاصياف، قبلة لسكان قرى المنطقة لملء الغرائر والاكياس بالملح الصافي الخالي من العوالق والشوائب كالاتربة وبقايا الاعشاب. خصوصا في شهر يوليوز وغشت، كان الواد يشهد حركة غير مالوفة، متمثلة في قدوم العشرات من الدواب اليه. بعد النزول من على ظهور الدواب واخذ قسط من الراحة وتبادل التحايا والاحاديث، ينتشر اصحابها نساء ورجالا في الواد لجمع الطبقة البيضاء المغطية لقاع الوادي. يمر تحصيله عبر مراحل متسلسلة ومتتالية، مباشرة بعد اخذ قطع الملح العالقة بها الاتربة من جهة السفلية ، توضع في وعاء مصنوع من الدوم وتغسل عدة مرات بماء الواد نفسه، حتى تصبح ناصعة البياض ثم تشمس لعدة ساعات لتوضع اخيرا في الاكياس المخصصة لها. من صخرة الملح في اتجاه مجرى الماء، يكسو الملح عشرات الامتار من قاع الوادي على شكل طبقات بيضاء متقطعة تتخللها برك مائية صغيرة او جدول صغير. عملية جمع قشور الملح سهلة، إذ ،بضغطة خفيفة باطراف الاصابع تقتلع قطع الملح اليابسة وتنفصل عن الارض او الصخورة تحتها. مصدر الملح هذا، ظل لعقود طويلة المصدر الوحيد للملح لسكان قرى المنطقة واستغنوا به عن ما سواه. استعملوه لطبخ غذائهم وتمليح حبوب الزيتون وثمار التين والسمن والقديد الخ... واستعملوا ماءه في الطب التقليدي لعلاج بعض الامراض. من
المعروف علميا ان الملح عدو الكائنات الحية ويصيب خلاياها بالجفاف التام وبالتالي الموت المحتم.. وظيفة الملح هذه، كانت توظف للقضاء على كثير من الامراض الجلدية. في هذا السياق، كان مشاعا، ان كل من كان جلده مصابا ببعض الطفيليات او به بعض الامراض الجلدية، يستغل عيد الاضحى، ليلبس جلد الماعز المملح بهذا الملح في الاحتفال المعروف ببجلود. بعد تعرق الجسم لبضع ساعات أثناء التنشيط الليلي للاحتفال الكرنفالي تحت انغام المواويل الجلبية وخلع جلد الماعز يشفى جلد المريض مما كان يعاني منه.
مالكي واد الملح، أوقوفوه لله ورفضوا ان يبيعوه او ان يبعه احد من بعدهم. وتركوا بفعلهم النبيل صدقة جارية تصيبهم حسانتها وتخلد ذكراهم الطيب بين الناس. مهما كان الجمع من الناس كبير وفي ذروة الاقبال على الملح، فان بركة هذا المعدن تصيب كل قاصده وقلما كان يخيب مسعى من يتوجه اليه ويرجع خالي الوفاض...
آمل ان تستغل هذه الثروة الطبيعية التاريخية في القطاع السياحي والتعلمي والاجتماعي للجماعة وان تولى عناية خاصة للتعريف بها وشد الانتباه اليها ...




رد مع اقتباس